قناعتى فى قضية فصل الدعوى عن الحزبى


المرحلة الجديدة للحركة الإسلامية لها تحدياتها الخطيرة والتى تستوجب منها حسن التخطيط وعمق الرؤية وتجديد الأفكار ووضع أبجديات للتصور الحركى داخل المعترك السياسى.
وقضية التمايز بين العمل الدعوى والحزبى هو أمر حتمى للمرحلة المقبلة لقناعتى بالآتى:
1-    نحن فى مرحلة بناء دولة حديثة وهذا الأمر يقتضى الحفاظ على سلطات وظيفية للدوائر داخل الدولة. فهناك دوائر للعمل المهنى وأخرى للعمل المجتمعى والخيرى وأخرى للحزبى واخرى تمثل الجوانب الدينية والثقافية وهناك دوائر أخرى خدمية فى الدولة ولكن محرم على من يتواجد بها الإنتماء الحزبى مثل الجيش والشرطة والقضاء.
والخلط بين هذه الدوائر أمر فيه مفسدة لأن فكرة الدوائر المتوازية فى الدولة مهمة للحفاظ على مصالح الشرائح المجتمعيه والتى لا بد أن تتصادم ويكون لها أطراف متمايزة فى تمثيلها ,كما أن فكرة الخلط هى بذرة لإنبات "نظام شمولى".
2-    إن ذلك يُقّزم الجماعة ويشغلها عن غايتها الأسياسيةالتى أنشئت من أجلها وهى الدعوة ونشر الإسلام الحنيف بمفهومه الشامل وإصلاح المجتمع واسوق قول مؤسسها فى طرح ذلك من رسالة ( دعوتنا فى طور جديد ) ( ولكن لب دعوتهم – أى الإخوان – فكرة وعقيدة يقذفون بها فى نفوس الناس ليتربى عليها الرأى العام وتؤمن بها القلوب وتجتمع من حولها الأرواح ،تلك هى العمل للإسلام والعمل به فى كل نواحى الحياة ... ) وتصورى عنها هى الإرتقاء بالأفراد تربويا وبثهم فى المجتمع ليؤثرو فى مفاصله يشكلون الهيئات والنقابات والأحزاب والجمعيات ولكن بصفتهم المجتمعية وليس بصفتهم التنظيمية.
3-    ارتباط الجماعة بعمل حزبى ربما يحولها بدل من ان تكون جاذبة للجماهير إلى طاردة لها لأن قرارت التشكيلات المرتبطة بالجماعة أو إخفاقاتها تؤثر على رصيد الجماعة الروحى والاجتماعى ومن مصلحة الجماعة أن تنأى بنفسها عن هذه التفصيلات وألا تتدخل فى اختيارات واجتهادات قد تصيب وقد تخطئ.
4-    إقحام الجماعة نفسها فى العمل الحزبى يضعها فى موقف معاد ومنافس للتيارات والأحزاب الأخرى وهذا يضعف من قدرتها الدعوية على إقناع الناس بسمو أهدافها وجذبهم للإنضمام إليها.

ليست هناك تعليقات: